المدرسة المركزية بتروك - فرعــــيـــــة أســــــــلاب - فرعيــــــــــة تملالــــــيـــــن

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مجموعة مدارس علي بن أبي طالب

المرجو من السادة الذين يودون المشاركة في المنتدى التسجيل وتفعيل التسجيل بالرجوع إلى صندوق الرسائل لبريدهم والضغط على الرابط المحدد في الرسالة التي يتوصلون بها.وشكرا.

    لماذا لم يحصل وضوح معرفي لدى الفاعلين التربويين؟

    مراقب عام
    مراقب عام
    Admin


    عدد المساهمات : 115
    تاريخ التسجيل : 17/02/2010

    لماذا لم يحصل وضوح معرفي لدى الفاعلين التربويين؟ Empty لماذا لم يحصل وضوح معرفي لدى الفاعلين التربويين؟

    مُساهمة من طرف مراقب عام الإثنين فبراير 22, 2010 10:41 am

    لماذا لم يحصل وضوح معرفي لدى الفاعلين التربويين؟

    بودريس درهمان
    هسبريس : 22 - 02 - 2010
    قام الكتاب الأبيض للتربية و التكوين سنة 2002،بتحديد الكفايات العامة للتكوين و حددها في خمسة و هي:
    1. الكفاية التواصلية
    2. الكفايات الإستراتيجية
    3. الكفايات المنهجية
    4. الكفايات الثقافية
    5. الكفايات التقنية
    بعد سبع سنوات من التدريس و التقويم بمقاربة الكفايات، جاء البرنامج ألاستعجالي شهر يوليوز 2008 بالخصوص المشروع الثامن منه، لتثبيت هذه الكفايات العامة للتكوين المحددة سلفا بداخل الكتاب الأبيض، بدون إضافات أو زيادات و نحن نتفهم هذا بحكم أن هذه الكفايات العامة الأساسية للتكوين هي توافق سياسي و التزام سياسي من طرف الفرقاء السياسيين المتوافقين على اتخاذ هذه القرارات و ليس توافق بين التربويين؛ لأن السياسيين هم من يقررون في الفضايا التربوية مكان التربويين.
    السياسيون قاموا بتحديد الكفايات العامة للتكوين، بدون أن يحددوا المجالات المعرفية العامة للتكوين والتي ستتحقق بداخلها الكفايات و قاموا كذلك بتحديد الكفايات العامة للتكوين بدون تحديد حتى الكفايات الممتدة المرتبطة بالمهارات الذهنية. غياب هذا النوع من التحديد، جعل المنهاج الوطني منهاجا قابلا لحشو كل شيء و تقويم كل شيء.
    كيف يمكن تقويم الكفاية التواصلية مثلا بدون تحديد المجال المعرفي العام الذي ستتحقق فيه هذه الكفاية و بدون تحديد الكفايات الممتدة الموظفة بداخل هذه الكفاية؟ عملية التحقق من عملية انجاز الكفايات يتم بداخل مجالات محددة و بواسطة أدوات ذهنية ووضعيات محددة كذلك.
    لنأخذ على سبيل المثال دولة كندا، منطقة الكيبك بالخصوص، هذه المنطقة حددت خمس مجالات عامة للتكوين و هي:
    1. الصحة و الكينونة الجيدة
    2. التوجيه و الثقافة المقاولاتية
    3. الوسط و الاستهلاك
    4. وسائل الاتصال
    5. الحياة مع الآخرين و المواطنة
    بالإضافة إلى تحديد هذه المجالات العامة الخمس قامت كذلك منطقة الكيبك بكندا بتحديد الكفايات الممتدة العابرة للمواد و حددتها في تسعة كفايات منتظمة بداخل أربع مستويات.
    * المستوى الأول يضم أربع كفايات فكرية و هي:
    1. استغلال المعلومات
    2. حل المشكلات
    3. إصدار حكم نقدي
    4. تحقيق الأفكار الشخصية الخلاقة.
    * المستوى الثاني يضم كفايتين ذات طبيعة منهجية:
    1. تملك مناهج العمل الفعالة
    2. استغلال تقنيات الإعلام و التواصل
    * أما المستوى الثالث من تنظيم الكفايات الممتدة فهو ذو بعد شخصي و اجتماعي و يضم كفايتين:
    1. الكفاية الأولى متعلقة ببناء الهوية على مستوى التعليم الابتدائي و بتحيين الاحتياط الذاتي على مستوى التعليم الإعدادي
    2. أما الكفاية الثانية لهذا المستوى فتتعلق بالتعاون مع الآخرين و بكيفية اختيار الطرق الملائمة للتواصل معهم.
    تقويم الكفاية التواصلية المدرجة ككفاية أساسية بداخل المنهاج التربوي الوطني المغربي مثلا، إذا ما افترضنا أن هذه الكفاية الأساسية واردة في المنهاج الكندي بمنطقة الكيبك؛ فتقويمها سيتم بداخل مجال الصحة و الكينونة، أو بداخل مجال المقاولات أو بداخل الحياة العامة إلى أخر المجالات الخمس المحددة بداخل المنهاج الكندي؛ في حين هذه العملية غير ممكنة و غير واضحة بداخل المنهاج التربوي الوطني المغربي. فانجاز الكفاية التواصلية سيتم انجازها بداخل أي مجال معرفي؟ و باستثمار أي كفايات ممتدة؟
    المحددين الأخيرين، أي محدد المجالات العامة و محدد الكفايات الممتدة جد مهمين لأنهما عاملين أساسيين من أجل صلاحية المنهاج و قابليته للانجاز أما الاقتصار فقط على كفايات عامة بدون القدرة على تحديد المجالات و المهارت الذهنية المسثمرة فهذا غير ممكن و غير قابل للتقويم بتاتا. أهم مبدأ في التقويم و هو معرفة ما نريد تقييمه فإذا كنا نريد تقييم الكفاية التواصلية فمن الواجب علينا تحديد المجال المعرفي الذي ستنجز فيه هذه الكفاية و الأدوات الذهنية المسثمرة من أجل تحقيقها بالإضافة إلى الوضعيات التي سنتفق عليها ضمانا لمبدأ تكافئ الفرص بين المتمدرسين أثناء فترات التقويم الاشهادي .
    بداخل المنهاج التربوي الكندي، الكفايات المممتدة التسعة و الكفايات المتعلقة بالمواد هي كفايات مترابطة. الكفايات المممتدة يتم توظيفها في وضعيات التلقين و التكوين. أما المجالات العامة للتكوين فهي مرتبطة بالمواقف و السلوكات المرتقبة لمواجهة الإشكالات الكبرى المعاصرة. في حين، الكفايات الخمسة المحددة بداخل المنهاج التربوي الوطني المغربي تبدو على أنها محايثة للمواد المدرسة و متداخلة معها مما يحولها إلى سلوك مدرسي محض متجرد من أي وضعية أو إحالة اجتماعية.
    حتى تقديم المواد المدرسة بداخل المنهاج التربوي الوطني المغربي هو تقديم عشوائي، لأنه يتم بدون مراعاة الانسجام الموجود بين هذه المواد المدرسة في حين هذا التقديم بداخل منطقة الكيبك يأخذ بعين الاعتبار هذا الانسجام. عملية انجاز الكفايات تتم بداخل مجال معرفي محدد يستدعي استخدام المعارف و الوضعيات الملقنة بداخل المواد المدرسية المنسجمة في ما بينها.
    منطقة الكيبك بكندا حددت منهاجها بهذه الطريقة، أما دولة فنلاندا اتبعت مسلكا آخر حيث قام المكتب الوطني للتربية الفنلاندي National Board of Education بتحديد سبعة مضامين محايثة للمنهاج (“cross-curricular themes”و اعتبرها ركائز أساسية للمنهاج التربوي الوطني الفنلاندي(“central emphases”
    هذه المضامين السبعة هي كالتالي:
    1. النمو الشخصي
    2. الهوية الثقافية و المؤسساتية
    3. المهارات المتعلقة بالوسائط و بالتواصل
    4. المواطنة و مجال المقاولات
    5. المسؤولية اتجاه المحيط و اتجاه الكينونة الإنسانية المستمرة
    6. التحلي بالسلوك الأمني اللازم حيال المحيط و في الوضعيات المختلفة
    7. علاقة الفرد بالتكنلوجيا
    هذه المضامين المحايثة للمواد المدرسة ليست موضوعات خاصة للتدريس بل هي أشبه بالمجالات العامة للكفايات المحددة بداخل المنهاج التربوي لمنطقة الكيبك بكندا و بداخلها تتحقق عملية انجاز الكفايات المحددة.
    بالنسبة للبرنامج ألاستعجالي في مشروعه الثامن حاول تدارك هذا النقص لكنه سقط في خلط فظيع حيث بدل تحديد المجالات المعرفية للكفايات قام بتحديد خليط من أشياء لا يمكن بتاتا تحقيق الكفاية بواسطتها؛ و هذا الخليط يرتبط بالغايات التبريرية لتدريس الكفايات و لا يرتبط بتاتا بالمجالات المعرفية للكفايات. هكذا مثلا بالنسبة للكفاية التواصلية حدد لها البرنامج الاستعجالي الأشياء التالية:
    * التمكن من اللغات
    * التمكن من الخطابات
    * التعرف على المدارس الفكرية الأدبية
    هذه الأشياء التي حددها لا علاقة لها بالمجالات المعرفية. الكل يعلم أنه لكي تتحقق الكفاية التواصلية لابد لها أن ترتكز مسبقا على الكفاية اللغوية، ربط الكفاية التواصلية بالكفاية اللغوية هو تحصيل حاصل و نوع من التوتولوجيا، نفس الشيء بالنسبة ل" التمكن من الخطابات"، الكل يعلم أنه لتحقيق عملية تواصل لابد من بناء خطاب أو تبني خطاب جاهز، هذه الأشياء معروفة و متجاوزة و لا تطرح أي إشكال للتدريس بالكفايات. أما علاقة الكفاية التواصلية بالتعرف على المدارس الفكرية الأدبية فاعتقد أن البرنامج الاستعجالي يسعى إلى تحويل المواطنين التلاميذ إلى شخصيات من "المدارس الفكرية الأدبية"!!!
    لابد من تحديد المجالات المعرفية التي ستتحقق بداخلها الكفايات، أما هاته الأشياء التي حددها البرنامج الاستعجالي لتحقيق الكفاية التواصلية فإنها نوع من الانبهار الفكري بمصطلحات و مفاهيم تعود موضتها إلى ستينيات القرن الماضي.
    ما حصل ل"الكفاية التواصلية"، حصل كذلك ل"الكفاية الثقافية" حيث حدد البرنامج الاستعجالي لتحقيق الكفاية الثقافية، الأشياء الهلامية التالية:
    * معرفة الثقافة العامة
    * القدرة على الترميز
    هل الكفاية الثقافية يمكن تحقيقها بداخل "معرفة الثقافة العامة" أو بداخل مجال "القدرة على الترميز"؟؟
    هذا النوع من الحشو و من عدم الوضوح المنهاجي في ما يخص عملية التدريس بالكفايات، يمكن اعتباره أحد الأسباب الرئيسية لعدم حصول وضوح معرفي لدى الفاعلين التربويين و بالتالي حصول قناعة تربوية، لأن القناعة تترتب عن الوضوح في المعرفة أولا.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 9:41 pm